[b]
تحتوى شبكة الانترنت على الكثير من المتناقضات ففي الوقت الذي يسعى فيه البعض لتقريب البشر وإقامة العلاقات بينهم كما فعل مارك جوكربيرج صاحب موقع فيس بوك أشهر شبكة إجتماعية على الشبكة الدولية نجد على الجانب الآخر من يقوم بنشر أفكار عدائية أو ما أطلق عليه "خدمة معادية للمجتمع" وهو ما فعله معهد "العلامة التجارية العلمية" الألمانية الذي أنشأ موقعاً إلكترونياً جديداً للذين "يعشقون الكراهية" ليصلهم إلى "الكارهين من حول العالم".
وفى تناقض ساخر يحاكى هذا الموقع الجديد المسمى "هايت بوك" Hatebook موقع "فايس بوك" Facebook الذي يعتبر من أكثر المواقع شعبية في العالم، مع فارق وحيد أنه يهدف لتقديم "خدمة معادية للمجتمع، تصلك بالأشخاص الذين تكرههم".
ويطغى اللون الأحمر على هذا الموقع اللااجتماعى كرمز للشر، مع دعوة إلى "كره كل شيء بالتساوي"، و"الكره مجاناً"، وتغري هذه الدعوات البعض إلى تسجيل الدخول إلى "مملكة الشر"، حيث يمكن "أن تسيطر على العالم"، من خلال مساهمتك في أبواب النميمة والمواد الابتزازية، ما يساعدك على تجميع أعلى نقاط "الكره".
وكما "فيس بووك"، يعمل "هايت بوك" بالطريقة ذاتها، فتتشابه الأبواب والخدمات التي يحتويها، إلا أنها تكتسب في موقع "الكره" معاني سلبية، وأسماء ساخرة، تتمحور حول معاداة المجتمع.
وقد أضاف مصممو الموقع خدمات من مواقع أخرى، مثل خدمة الخرائط من جوجل Google Maps، إلى جانب استحداث خدمات جديدة، مثل إظهار هوية آخر الأعضاء الذين زاروا حسابات الأعضاء الباقين.
وينخفض مستوى الخصوصية في الموقع إلى أدنى المستويات، إذ يستطيع أي مستخدم الإطلاع على الرسائل العادية للمستخدمين الآخرين، والتي يعدّها الموقع ضمن "المهملات".
والراغبون بالتسجيل في الموقع يلاحظون بعد دقائق فقط، بكمية "الأعضاء الأعداء" الذين يكرهونهم، دون أية ضرورة لمعرفة مسبقة تجمعهم بالمنتسب الجديد" فهذا العالم، وفق ما يقول "الشيطان، وهو أحد أعضاء الـ Hatebook، "تافه"، وجميع من يعيشون فيه "يعشقون الكره".
وخلال تسجيل العضوية، سيكون على العضو الجديد أن يختار الصفات التي تناسبه من ضمن لائحة خيارات، فتعريف المشترك عن نفسه تكون بأحد الخيارات التالية: هل أنت فاشل، أم متلاعب، أم كاره، أم تافه؟.
أما عن المهنة، فيمكن الاختيار بين أن تكون "ربة منزل يائسة"، على اسم المسلسل التلفزيوني الشهير، أو حاكم العالم، أو باريس هيلتون، أو تاجر مخدرات، أو مدمناً على العمل، أو "شخصاً تحوّله لهفته إلى عبد لها".
وفي الخانة المخصصة لوصف شخصيتك، سوف تدرج الأشياء التي تكرهها، والتي يمكن أن تتنوع بين: الأفلام السينمائية المرعبة، البرامج التلفزيونية المزعجة، الاقتباسات والموسيقى وأنواع الطعام والكتب والعلامات التجارية التي تكرهها، والموهبة التي تجعلك مميزاً عن "الحمقى" الآخرين الذين يحيطون بك.
يذكر أن هذا النوع من المواقع "اللااجتماعية" ليس جديداً، إذ ظهر في العام 2006 موقع "الانعزالي" Isolatr، والذي يقدّم للمستخدمين معرفة أين "لا يوجد الناس"، كما يمكن للمشترك فيه إدراج لائحة بأسماء "المتوفين بالنسبة إليه".
[right]